الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : خبر فاجع من الكويت .. لا يا سمو الأمير .. أنت أكبر وأوقر .. (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِين

موقفنا : خبر فاجع من الكويت .. لا يا سمو الأمير .. أنت أكبر وأوقر .. (وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِين

14.07.2019
زهير سالم




موقفنا :
خبر فاجع من الكويت .. لا يا سمو الأمير .. أنت أكبر وأوقر
(وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)

كان الخبر القادم من دولة الكويت من وزارة الداخلية الكويتية فظيعا مستفظا رعيبا مرعبا على مستوى الأمة ومستوى المنطقة . وفي أفق الإسلام وفي أفق العروبة على السواء ..
فقد صدر عن وزارة الداخلية الكويتية خبر عن اعتقال مواطنين مصريين ، مستأمين في الكويت ، على خلفية أحكام قضائية جائرة صادرة عن قضاء يحكم على الناس بالموت بالجملة . طبقت شهرته في الظلم والبغي والجور الآفاق .. واستنكرت جرائره كل المنظمات الإنسانية والحقوقية .
وتتمة الخبر في السياق المحبوك المدسوس تحت عباءة وزارة الداخلية اتهام هؤلاء اللاجئين المستأمنين بالإرهاب على خلفية انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين ، مما يشي بأن دولة الكويت تنضم إلى مدارات الريبة والشر في العالم العربي ، التي يظن بعض المسيطرين عليها ، أنهم إذا أخرجوا الذين يتطهرون من بين ظهرانيهم سيرضى عنهم الذين أخبرنا القرآن أنهم لا يرضون حتى ..
تحتل دولة الكويت على صغر حجمها مكانا كبيرا في عقول وقلوب الكثيرين من العرب والمسلمين . التزام وصدق وعقل ورزانة وبذل وعطاء ، من غير صلف ولا غرور ولا تبجح ولا ادعاء .
والكويت بقيادتها وبيت إمارتها ظلت دائما ملتحمة بمواطنيها ، وبقيم إسلامها وعروبتها ، وبتقاليدها الأصيلة في صنع المعروف ، والحدب على البناء الصامت البعيد والبعد عن الصلف والادعاء ..
والكويت بديمقراطيتها وبرلمانها وبرلمانيها الذين يظلون دائما حيث الفزع والوجع يسددون ويقاربون ويدافعون ويدفعون فنضر الله الوجوه ، وسدد الله السواعد ..
والكويت بشعبها ، وبإنسانها الحر النبيل الأصيل الذي يظل دائما ظهيرا لكل المضطهدين والمظلومين ..
ومن شرف المكان والمكانة التي تحتلها الكويت في عقول أبناء الأمة وقلوبهم جاء الشعور بالصدمة والفزع .. ؟! إذ متى كان العربي يفزع دخيله حتى يفزع شعب الكويت وآل الصباح فيه دخيلهم ونزيلهم ؟!
إن قيادة الكويت بما تمتلك من علم وبعد نظر وحكمة هي الأعلم أن جماعة الإخوان المسلمين ، في حضورها العام على مستوى الأمة ، لم تكن أبدا إلا الحصن والدرع ورأس الرمح في مناوأة المحتلين ، أو في التصدي للمشروعات الغازية المريبة التي يغطي عليها الطغاة والمستبدون ..
وما زلنا نأمل أن يكون للزلة تدارك ، وللتداعيات تلافٍ ، وأن تكون مبادرةٌ رشيدة من أمير الكويت ومن حكومتها ومن برلمانها ترد الحق إلى نصابه . وتأخذ على أيدي النافخين في كير الفتنة ، وتنتصر لما توجبه العقيدة ، وتفرضه الشريعة ، وتقتضيه قيم العروبة ، وتحميه مواثيق حقوق الإنسان ..
الأمل في الكويت وأمير الكويت وبرلمان الكويت وحكومة الكويت أن يكون الخبر الفاجع نفثة مصدور يحجر على نفثه في مصحات المصدورين والمسلولين .
الأمل في الله بأن يكون لهذه الأمة مشروع رشد يشارك في صنعه رجال من مثل من في الكويت يخرجها من مساقات التشرذم والضياع إلى مصاف الرؤية المبصرة التي تحمي الحقيقة ، وتصون الموقف ...
 
لندن : 10/ ذو القعدة / 1440
13/ 7/ 2019
__________
*مدير مركز الشرق العربي